إبراهيم، وكان سبب ذلك أن عَائِشَة قالت لرسول الله - صلى الله عليه وآله -: إن إبراهيم ليس هو منك، وإنما هو من جريح القبطي، فإنه يدخل إليها في كل يوم، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وقال لأمير المؤمنين - عليه السلام -: خذ هذا السيف وأتني برأس جريح ... "، إلى أن قال: "فأنزل الله - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} الآية ([1]) " [2].
وتأكيدًا لما ذكرناه آنفًا من مسلك الرَّافِضَة في إدخال زيادات فاسدة على نصوص صحيحة نورد في هذا المقام روايةً صحيحةً في كتب أهل السنة، ونرى كيف شوهها الرَّافِضَة، وغيروا فيها:
روى الطَّحَاوي من طريق: عبد الرحمن بن صالح الأزدي الكوفي، والبزار وأبو نُعَيْم، وابن عساكر، والضياء المقدسي من طريق: أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني، كلهم من طريق: يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال: «كَانَ قَدْ تَجَرَّؤُوا (وفي رواية: كَثُرَ أو أُكْثِرَ) عَلَى مَارِيَةَ فِي قِبْطِيٍّ ابْنِ عَمٍّ لَهَا كَانَ يَزُورُهَا، وَيَخْتَلِفُ إِلَيْهَا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خُذْ هَذَا السَّيْفَ فَانْطَلِقْ، فَإِنْ وَجَدْتَهُ عِنْدَهَا فَاقْتُلْهُ، ... » الحديث [3]. [1] وينظر: أيضًا: البرهان في تفسير القرآن 13/ 138، وتفسير نور الثقلين 5/ 81، وبحار الأنوار 22/ 153، 154. [2] الصاعقة في نسف أباطيل وافتراءات الشيعة ص (114 - 115). [3] أخرجه الطَّحَاوي في شرح مشكل الآثار 12/ 473، 474، رقم (4953)، والبزار في مسنده 2/ 237، رقم (634)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 1/ 387، رقم (735)، وأبو نُعَيْم في حلية الأولياء 3/ 177،178، وابن عساكر في تاريخ دمشق 3/ 236، 237، قال أبو نعيم: "هذا غريب لا يعرف مسندا بهذا السياق إلا من حديث محمد بن إسحاق"، وقال المقدسي: "له =