الباب السادس
أهمُّ خصائصِ العقيدة الإسلامية
1 - إنَّ أولى خصائص هذه العقيدة أنها ربانيةٌ من عند اللهِ، وأنها لم تتغيرْ ولم تتبدلْ، وهذا يطمئنُ النفسَ أنها خيرٌ لأنفسنِا، وأنَّ السعادةَ تكمنُ في تنفيذها، وأنَّ الشقاءَ يترتبُ على تركها:
أ. فالخيرُ والبركةُ والسعادةُ ووفرة ُالإنتاج كلُّها من بركاتِ تطبيقِ الشريعة المبنية على هذه العقيدة: قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. (الأعراف:96).وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ}. (المائدة:66)
ب. وما دامتْ ربانيةٌ من الله عز وجلَّ فإنها مبرأةٌ من النقصِ، سالمةٌ من العيب، بعيدةٌ عن الحيفِ والظلم، لأنَّ اللهَ له المثل الأعلى في السماوات والأرض ِ، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (90) سورة النحل. وقال تعالى: { ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا .. } (3) سورة المائدة
ج-.ومادامتْ ربانيةً فهي التي تشبعُ جَوعةَ الفطرةِ للعبادةِ لا يسدُّها إلا منهاجُ الله، ولا تملأُها النظمُ الفلسفيةُ، ولا السلطانُ السياسيُّ، ولا الثراءُ الماليُّ. قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (30) سورة الروم
وهذه الجوعةُ الفطريةُ للجوع إلى قوةٍّ عليا تبرزُ باديةً للعِيان أمام َالأعاصيرِ والكوارثِ والمحنِ، فهذا (ستالين) الذي كان يقولُ: (لا إلهَ والحياةُ مادةُّ، والدينُ علقةٌ تمتصُّ دماءَ الشعوبِ) يضعفُ أمامَ هولِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ، فإذا به يُخرجُ القساوسةَ منَ السجنِ