والناس متنازعون في أول من أسلم فقيل: أبو بكر أول من أسلم، فهو أسبق إسلامًا من علي، وقيل: إن عليًا أسلم قبله، لكن علي كان صغيرًا، وإسلام الصبي فيه نزاع بين العلماء.
ولا نزاع في أن إسلام أبي بكر أكمل وأنفع؛ فيكون هو أكمل سبقًا بالاتفاق، وأسبق على الإطلاق على القول الآخر.
وقال الشيخ في موضع آخر: وأما خديجة وعلي وزيد فهؤلاء كانوا من عيال النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي بيته. وخديجة عرض عليها أمره لما فاجأه الوحي وصدقته ابتداء قبل أن يؤمر بالتبليغ، وذلك قبل أن يجب الإيمان به، فإنه إنما يجب إذا بلغ الرسالة.
وعلي يمكن أنه آمن به لما سمعه يخبر خديجة وإن كان علي لم يبلغه. وقوله في حديث عمرو بن عبسة: «قلت يا رسول الله: من معك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد، ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به» [1] موافق لهذا. أي: اتبعه من المكلفين المدعوين [2] . وأول من أوذي في الله
أول من أوذي في الله بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر -آذاه الكفار على إيمانه حتى خرج من مكة مهاجرًا إلى أرض الحبشة- روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [1] صحيح مسلم ك6، جـ294. [2] هذه النقول التي روى فيها الأحاديث وبين وجه الدلالة منها هي في المنهاج جـ4/251، 8، 42، 45، 253، 254، 136، وجـ 3 منه ص4 وانظر البداية والنهاية لابن كثير جـ3 ص26.