فطلبه الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري. فقال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإني أؤمن بذلك أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثم» [1][2][3] .
هو أعلم الصحابة والأمة وأذكاهم
كان رضي الله عنه يقضي ويفتي بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقره، ولم تكن هذه المرتبة لغيره ففي الصحيح أن أبا بكر قال يوم حنين: «لا ها الله إذًا لا يعمد إلى أسد من أسود الله ورسوله يقاتل عن الله عز وجل وعن رسوله فيعطيك سلبه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق فأعطه إياه فأعطاه» الحديث [4] . وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان أبو بكر أعلمنا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - [5] .
وقد ذكر غير واحد مثل منصور بن عبد الجبار السمعاني [6] وغيره إجماع أهل العلم على أن الصديق أعلم الأمة. وهذا بين؛ فإن الأمة لم [1] رواه البخاري في فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (41 ب4) .
ومسلم (2388) في فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر وعمر. [2] قال ذلك لما اطلع عليه من غلبة صدق إيمانهما وقوة يقينهما (فتح الباري جـ 7/27) . [3] منهاج السنة جـ 4/44، 253. [4] أخرجه مسلم ك32 ح41 وفيه «وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه. قال فقلت من يشهد لي، ثم جلست، ثم قال مثل ذلك، قال فقمت فقلت: من يشهد لي، ثم جلست، ثم قال ذلك الثالثة، فقمت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لك يا أبا قتادة؟ فقصصت عليه القصة. فقال رجل من القوم صدق يا رسول الله سلب ذلك القتيل عندي فأرضه من حقه، وقال أبو بكر: كلا لا يعطيه أضيبع من قريش ويدع أسدًا من أسد الله» الحديث. ورواه البخاري ك 57 ب18. [5] ويأتي في قصة بكاء أبي بكر لما ذكر النبي تخيير عبد بين زهرة الدنيا وبين ما عند الله. [6] المروزي أحد أئمة الشافعية في كتابه تقويم الأدلة.