تختلف في ولايته في مسألة إلا فصلها هو بعلم يبينه لهم وحجة يذكرها لهم من الكتاب والسنة، وذلك لكمال علم الصديق وعدله ومعرفته بالأدلة التي تزيل النزاع، وكان عامة الحجج التي تزيل النزاع يأتي بها الصديق ابتداء، وقليل من ذلك يقوله عمر أو غيره فيقره أبو بكر [1] ، وكان إذا أمرهم أطاعوه. كما بين لهم موت النبي - صلى الله عليه وسلم - [2] وتثبيتهم على الإيمان [3] ثم بين لهم موضع دفنه [4] وبين لهم ميراثه [5] وبين لهم قتال مانعي الزكاة لما استراب فيه عمر [6] وبين لهم أن الخلافة في قريش [7] وتجهيز جيش أسامة [8] وبين لهم أن عبدًا خيره الله بين الدنيا والآخرة [9] . واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على أول حجة حجت من مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلم المناسك أدق ما في العبادات، ولولا سعة علمه لم يستعمله، ونادى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. [1] وذلك في غير المسائل الآتي ذكرها. [2] لما كشف عن وجهه الشريف وقال: بأبي أنت وأمي طبت حيًا وميتًا، وقال من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات. ويأتي. [3] حين خطبهم وشجعهم. ويأتي ذلك. [4] فعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قبض رسول الله وغسل اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: ما نسيت ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما قبض الله نبيًا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه» ادفنوه في موضع فراشه. أخرجه الترمذي في الشمائل وأبو يعلى وابن ماجه والنسائي. [5] إن ما تركه صدقة وإنه لا يورث. ويأتي في قصة (فدك) . [6] فظهر لهم بمباحثته لهم أن قوله هو الصواب فرجعوا إليه، فإن اللفظ الذي قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إلا بحقها» بين فقه أبي بكر، وهو صريح في القتال على أداء الزكاة وهو مطابق للقرآن قال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} إلى قوله: {وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} منهاج جـ 4/ 229، جـ 3/231. [7] ويأتي. [8] ويأتي في آخر الكتاب. [9] ويأتي تحت عنوان: «الصديق أحب إلى رسول الله» .