والمعدلة، ذاك ابن الخطاب، لله أم حفلت له ودرت عليه [1] لقد أوحدت به [2] ، فنفخ الكفرة وديخها [3] ، وشرد الشرك شذر مذر [4] ، وبعج الأرض وبخعها، فقاءت أكلها، ولفظت خبيئها [5] ترأمه ويصد عنها [6] ، وتصدى له فيأباها، ثم ورع فيها وودعها كما صحبها، فأروني ما تريبون، وأي يومي أبي تنقمون، أيوم إقامته إذ عدل فيكم، أم يوم ظعنه إذ نظر لكم؟ أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، وقد روى هذه القصة جعفر بن عون عن أبيه، عن عائشة، وهؤلاء رواة الصحيحين، وقد رواها أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه، وبعضهم رواها عن هشام ولم يذكر فيه عن عروة [7] .
قول عمر: ليلة ويوم من أبي بكر خير من عمر وآل عمر
روى الطلمنكي من حديث ميمون بن مهران، قال: كان أبو [1] حفلت له ودرت عليه: أي جمعت اللبن في ثديها له. (النهاية) [2] أوحدت به: أي ولدته وحيدًا فريدًا لا نظير له. (النهاية) [3] في حديث عائشة تصف عمر: فنفخ الكفرة وديخها، أي أذلها وقهرها، يقال ديخ ودوخ بمعنى واحد. (النهاية) . [4] وشرد الشرك شذر مذر: أي فرقه وبدده في كل وجه، ويروى بكسر الشين والميم وفتحها. (النهاية) . [5] وبعج الأرض وبخعها ... أي شقها وأذلها كنت به عن فتوحاته، ومنه حديث عمرو بن العاص: أن ابن حنتمة بعت له الدنيا أي معناها كشفت له كنوزها بالفيء والغنائم. وحنتمة أمه (النهاية) . [6] ترأمه: تريد الدنيا عطف عليه، كما ترأم الأم ولدها والناقة حوارها فتشمه وتترشفه، وكل من أحب شيئًا وألفه فقد رأمه يرأمه. (النهاية) . [7] المنهاج جـ3/163، 164. قلت: وقد نشرت هذه الخطبة دار الكتاب الجديد عام 1400هـ وفي آخرها: ثم أقبلت على الناس بوجهها فقالت: أنشدكم الله هل أنكرتم مما قلت شيئًا؟ قالوا: اللهم لا.