responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 544
اقتربوا من بدر راموا أن يسبقوا المشركين إلى ماء بدر، ولكن طريقهم كان دَهْساً رملاً ليناً فشق عليهم إسراع السير إلى الماء وكانت أرض المشركين ملبدة، فلما أنزل الله المطر تلبدت الأرض فصار السير أمكن لهم، واستوحلت الأرض للمشركين فصار السير فيها شاقاً، فأمكن المسلمين السبق إلى الماء من بدر، ونزلوا عليه وادخروا ماء كثيراً من المطر فشربوا وتطهروا.
أما الرِجز فهو القذر وهو الحسى، وكذلك المعنوى المعبر عنه بالحديث، فالله جل وعلا أذهب عنهم بالماء رجز الشيطان ذلك، لأن فقدان الماء يلجئهم إلى البقاء في تنجس الثياب والأبدان والنجاسة مما يلائم طبع الشيطان، علاوة على ما فسر جمهور العلماء الرجز هنا بوسوسة الشيطان وتخويفه من العطش، حيث غلب المسلمون قبل نزول المطر على ماء بدر فظمئوا وأصبحوا مجنبين محدثين فألقى الشيطان في قلوبهم الحزن وقال: أتزعمون أن فيكم نبياً وأنكم أولياء الله وتصلون مجنبين محدثين، فأنزل الله الماء فسال به الوادى ... إلى آخر ما ذكر [1]، أما قوله: {وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ}، أي يقويها بالثقة بلطف الله تعالى فيما بعد بمشاهدة طلائعه، والربط هو الشد أي ربط القلوب، وأنما أتى بـ {عَلَى}، هنا للايماء إلى أنها امتلأت من ذلك حتى علا عليها، وفيه من إفادة التمكن ما لا يخفى.
وتثبيت الأقدام هو ألا تسوخ في ذلك الدهس، بل تتمكن من السير في الرمل وجوز ان المراد بالتثبيت كما قال أبو عبيدة جعلهم صابرين غير فارين ولا متزلزلين. (2)
كل ذلك - وأكثر منه مما وقع من السيرة - ذكرته الآية القرآنية الكريمة في هذا الموجز الموحى، مع نسبته إلى الله تعالى لا إلى غيره، ليكون عبرة للمؤمنين إلى اليوم، مع تذكير

[1] الزمخشرى، الكشاف (2/ 117 - 118)، الفخر الرازى، التفسير الكبير (7/ 455 - 456)، أبا السعود، إرشاد العقل السليم (2/ 347 - 348)، الألوسى، روح المعانى (6/ 255)، الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير (9/ 279 - 280).
(2) انظر الألوسى، روح المعانى (6/ 256).
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست