responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 545
الحاضرين بما كان من عظات عبر وأحكام ليستأنفوا توطيد أركان الشريعة، ونشر تعاليم الإسلام، رفع رايته وهم في تمام الثقة واليقين والتوكل على الله تعالى، وأن الناصر لدينه على الحقيقة هو الله، وإنما أكرمهم ليكونوا الأسباب الظاهرة التى يؤيد بها دينه، ويهزم بها أعداءه، وتتجلى فيها صدق الرسالة وصحة النبوة، وإتصال الأرض بالسماء، وليبدو بها وحى الله العظيم.
تعبأ المؤمنون للقتال، وتقدم المسارعون إلى جنة عرضها السموات والأرض الصفوف، وبدأ المؤمنون في حصد إحدى الحسنيين، فجاءت الآية التى تبرز المشهد الجليل الهائل، مشهد الأمر لملائكة الإمداد المردفين بأن يعاونوا المؤمنين، وهي قوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)} [الأنفال: 12].
ونسوق كلاماً مختصراً مرة أخرى لسيد قطب رحمه الله [1]، دالاً يوضح تمهيد المقصود فيقول: ذلك ما أوحى الله به إلى الملائكة من تثبيت الذين آمنوا، وإلى ما وعد به من إلقاء الرعب في قلوب الذين كفروا، وإلى ما أمر به الملائكة من الاشتراك الفعلى في المعركة.
إنه الأمر الهائل، إنها معية الله سبحانه للملائكة في المعركة، واشتراك الملائكة فيها مع العصبة المؤمنة، هذا هو الأمر الذى لا يجوز أن يشغلنا عنه أن نبحث: كيف اشتركت الملائكة؟ ولاكم قتيلاً قتلت؟ ولا كيف قتلت؟ إن الحقيقة الكبيرة الهائلة في الموقف هي تلك الحقيقة (إن حركة العصبة المسلمة بهذا الدين أمر هائل عظيم أمر يستحق معية الله لملائكته في المعركة)، واشتراك الملائكة فيها مع العصبة المسلمة.
إننا نؤمن بخلق من خلق الله اسماهم الملائكة، ولا ندرك من طبيعتهم وعملهم إلا ما

[1] سيد قطب، في ظلال القرآن (3/ 1486 - 1487).
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 545
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست