responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة    جلد : 1  صفحه : 197
لذا قال شقيق البلخي رحمه الله: استعد إذا جاءك الموت أن لا تصيح بأعلى الصوت تطلب الرجعة فلا يستجاب لك.
التذكير بالموت يحصل به إيقاظ القلوب من سباتها، وزجر النفوس عن التمادي في غيها وشهواتها، فيزيد الصالح في صلاحه، وأن يستيقظ الغافل قبل حسرته وقبل مماته.
[*] قال عون بن عبد الله: كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ومنتظر غد لا يبلغه لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره.
[*] وكان عمرو بن عتبة بن فرقد يخرج على فرسه فيقف ليلا على القبور فيقول يا أهل القبور قد طويت الصحف وقد رفعت الاعمال ثم يبكي ثم يصفن بين قدميه حتى يصبح ثم يرجع فيشهد صلاة الصبح.
إن من أعظم ما يعين على الزهد الإكثار من ذكر الموت والدار الآخرة
[*] عن مالك بن مغول قال: قيل للربيع بن أبي راشد: ألا تجلس فتحدث؟ قال: إن ذكر الموت إذا فارق قلبي ساعة فسد علي قلبي قال مالك ولم أر رجلا أظهر حزنا منه.
[*] عن الربيع بن خثيم قال: ما غائب ينتظره المؤمن خير له من الموت.
[*] عن مسروق قال: ما غبطت شيئاً بشيء كمؤمن في لحده قد أمن من عذاب الله واستراح من الدنيا.
إن من المعلوم شرعاً وعقلاً وبداهةً أن الدنيا دار فناء لا دار بقاء ... فالموت هذا الذي حير الأطباء ... ولم يجدوا له دواء ... لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لا دواء ... لم ينج منه حتى الأنبياء ... ولا الصحابة الفضلاء .. ولا التابعين والأولياء .. لكنهم أخذوا حاجتهم وتزودوا لغايتهم كان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك" ... الفقراء والأغنياء ... الأذلاء والأعزاء .. كلهم سيمر .. لأنها دار ممر .. لا دار مقر ..
هادم اللذات ... ومفرق الجماعات ... ومخرب الدور والقصور والضيعات ... وقاطع كل الشهوات ... ومنهي الآمال والتطلعات ...
كفى بالموت واعظاً ... وللحياة مكدراً ... و للقلوب مقطعا ... وللعيون مبكيا ... وللذات هادما ... وللجماعات مفرقا ... وللأماني قاطعا.
إنها الحقيقة التي سماها الله في قرآنه بالحق فقال تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ.) [ق 21:19]

نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست