نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 198
أخي قف وتأمل .. كيف لو نزل بك الموت ... تخيل وقد شخصت منك العينان ... وبردت منك القدمان ... وتجمد الدم في اليدان ... كيف لو بلغت الروح التراقي ... والتفت الساق بالساق ... أتعرف إلى أين المصير؟ إلى ربك يومئذ المساق .. فأقرأ كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ..
أخي الحبيب لو كان أحد ينجو من الموت لنجى منه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أن رسول الله كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء, فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: "لا إله إلا الله إن للموت سكرات" ثم نصب يديه فجعل يقول: "في الرفيق الأعلى" حتى قبض ومالت يده.
(حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ما أغبط أحداً بهون الموت, بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله.
(حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) قال: لما وجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كرب الموت ما وجد قالت فاطمة وا كرب أبتاه فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا كرب على أبيك بعد اليوم إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا الموافاة يوم القيامة.
فكيف بي وبك أخي الحبيب ... كيف لو نزلوا بنا الملائكة لقبض أرواحنا ... ما حالي وحالك ... هل هم ملائكة عذاب أم رحمة نسأل الله الرحمة.
أيً أُخي هل وقفت مع نفسك لتذكر هذا القادم الغائب المنتظر وإنما هي سويعات ثم ترحل فجد السير وهي مركب السير قبل أن تخرج الروح فتقول (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) فيقال لك (كَلَّا) [المؤمنون: 100]
ولله درُّ القائل:
تزود من الدنيا فإنك لا تدري ... إذا جنَ ليلُ هل تعيشَ إلى الفجرِ
فكم من صحيحٍ مات من غيرِ علةٍ ... وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ
وكم من صغارٍ يرتجى طولَ عمرِهم ... وقد أُدخلت أجسادُهم ظُلمةَ القبرِ
وكم من عروسٍ زينوها لزوجِها ... وقد نُسجت أكفانُها وهي لا تدري
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 198