فصل
التمييز: تفسير ما أبهم، وتبيين ما لم يكن يفهم، فالقوم بالعلم ميزوا الحق من الباطل، وتبين لهم بالسلوك الحالي من العاطل، ولا يكون التمييز إلا بعد تمام الكلام، وكذلك تفقهوا ثم اعتزلوا، واحكموا العلم ثم تميزوا، فلما تمت لهم رتبة التمييز، نصبهم الله تعالى لإصلاح عباده، وميزهم فأستخلصهم لوداده، قال الله تعالى} (ليميز الله الخبيث من الطيب). {
باب البدل
البدل: على أربعة أقسام، بدل الكل من الكل، وهو بدل العارفين، تركوا الكل فعوضهم الكل} (وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة) {شعر:
قلوب العارفين لها عيون ... ترى ما لا يراه الناظرونا
وأجنحة تطير بغير ريش ... إلى ملكوت ربِّ العالمينا
وبدل البعض: بدل العابدين، بدلوا بالمعاصي الطاعات، وبدلوا باللذات المجاهدات،} (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) {. وبدل الاشتمال: لقوم اشتملت أعمالهم على خوف ورجاء فأعطوا ما يرجون، وأمنوا مما يخافون} (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون). وبدل الغلط: بدل المطرودين، باعوا نصيبهم من القرب بحظوظ عاجلة (بئس للظالمين بدلا).