وأخرجه أحمد [1] من طريق سهيل به بلفظ: «ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله، إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرة» وهذا الحديث له طرق وألفاظ تدل على تأكّد الذكر ولزومه في كل الأحوال.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى: [2] لكن مما هو كالإجماع بين العلماء بالله وأمره: أن ملازمة ذكر الله دائمًا هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة، وعلى ذلك دل حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي رواه مسلم: [3] «سبق المفردون قالوا يا رسول الله ومن المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات» وفيما رواه أبو داود [4] عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: ذكر الله».
والدلائل القرآنية والإيمانية بصرًا وخبرًا ونظرًا على ذلك كثيرة. وأقلّ ذلك أن يلازم العبد الأذكار المأثورة عن معلم الخير وإمام المتقين - صلى الله عليه وسلم -؛ كالأذكار المؤقتة في أول النهار وآخره، وعند أخذ المضجع وعند الاستيقاظ من المنام، وأدبار الصلوات والأذكار المقيدة، [1] أحمد (رقم: 9052). [2] مجموع الفتاوى 10/ 660. [3] مسلم (رقم: 2676). [4] لم أجده عند أبي داود. وأخرجه حديث أبى الدرداء: أخرجه أحمد (رقم: 21750) قال المنذرى (2/ 254) والهيثمى (10/ 73): إسناده حسن. والترمذي (رقم: 3377)، وابن ماجه (رقم 3790) والحاكم (رقم: 1825) وقال: صحيح الإسناد. والبيهقى في الشعب (رقم: 519).