وقد وقع هذا الاختلاف في حديث الوليد بن مسلم، فروي عنه على الوجهين، وروي عنه على وجه ثالث وهو: الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه، عن جده. كما ذكره المزي في التحفة [1] وتابعه على الوجه الثاني: الحارث بن مسلم عن أبيه، صدقةُ بن خالد ومحمدُ بن شعيب بن شابور كما سنبينه، وهما ثقتان، وقد استدل الحافظ بهذه المتابعة على صواب تلك الرواية. وذكره ابن حبان في قسم الصحابة من ثقاته: [2] باسم مسلم بن الحارث، وقال: حديثه عند ابنه الحارث، وتناقض فذكر ابنه في قسم التابعين [3] باسم مسلم بن الحارث أيضًا، وقال: يروي عن أبيه، وروى الحديث في صحيحة [4] من رواية مسلم بن الحارث، عن أبيه.
قال الحافظ: [5] وتصحيح مثل هذا في غاية البعد، لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما يُنكَر.
قلت: ومع ذلك فقد حسنه الحافظ في نتائج الأفكار. [6] وبالتتبع فالحافظ في نتائج الأفكار واسع الخطو في شرح الصحيح، فالحديث فيه علتان جهالة تابعيه والصحابي لم تثبت صحبته إلا من هذه الرواية - وهي ضعيفة - فأنى له الثبوت؟
والمقصود التنبيه على جملة من هذه الأذكار والأدعية الضعيفة، وأما الاستيعاب لذلك فعسير. والله المستعان. [1] التحفة 3/ 8 - 9. [2] الثقات لابن حبان 3/ 381. [3] الثقات لابن حبان 5/ 391. [4] صحيح ابن حبان (رقم: 2022). [5] مرعاه المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 8/ 137. [6] نتائج الأفكار 2/ 310.