الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب.
ثم شرحها إلى أن قال السبب الرابع: الدافع للعقاب ... ثم قال: فعلم أن هذا الدعاء من أسباب المغفرة للميت.
وقال: [1] فإذا عدمت هذه الأسباب كلها، ولن تعدم إلا في حق من عتا وتمرد، وشرد على الله شراد البعير على أهله، فهنالك يلحق الوعيد به. ا. هـ.
والشاهد أن الوعيد لا يلحق إلا باستكمال الشروط وانتفاء الموانع، والموانع هنا هي الأسباب العشرة التي ذكرها، وأخذها منه شارح الطحاوية، حيث قال: فإن فاعل السيئات يسقط عنه عقوبة جهنم بنحو عشرة أسباب، عرفت بالاستقراء من الكتاب والسنة ثم سردها، وشارح الطحاوية نقل نصوصًا كثيرة عن شيخ الإسلام أخذها من كتبه بحروفها، ولم ينسبها إليه؛ لأن نسبتها إليه في ذلك الوقت مدعاة لردها من المبطلين وأعداء السنة وأعداء ابن تيمية فرحمهما الله.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم على حديث: [2] «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا» [3] قال: أشار فيه - صلى الله عليه وسلم - إلى آداب الدعاء وإلى الأسباب التي تقتضي إجابته، وإلى ما يمنع من إجابته فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء أربعة: أحدهما: إطالة السفر. والثاني: حصول التبذّل في اللباس والهيئة. والثالث: مدّ يديه إلى السماء. والرابع: الإلحاح على الله - عز وجل - بتكرير ذكر ربوبيته، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء. [1] مجموع الفتاوى (20/ 255). [2] جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي (12/ 16). [3] صحيح مسلم (رقم: 1015).