5 - قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ...» [1]. وهذه أسباب للحفظ، وترك الإغلاق والتسمية، مانع من الحفظ، وهلم جرًا والأمر واضح جلي.
فمن عقل هذا زالت عنه إشكالات كثيرة.
وقد روينا في سنن الترمذي [2] وغيره [3]: من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان [4] - رضي الله عنه -، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضر بشيء» فكان أبان قد أصابه طر فالج، فاعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان: ما تنظر؟ أما إن الحديث كما حدثتك، ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره.
قال: هذا حديث حسن صحيح غريب. [1] أخرجه البخاري (رقم: 2012) مسلم (رقم: 2012). [2] سنن الترمذي (رقم: 3388). [3] أخرجه الطيالسي (رقم: 79) والنسائي (رقم: 10178) وابن ماجه (رقم: 3869) والحاكم (رقم: 1895) وقال: صحيح الإسناد. [4] هو: عثمان بن عفان بن أبي العاص. قرشي أموي. أمير المؤمنين، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة من السابقين إلى الإسلام. كان غنيًا شريفًا في الجاهلية، وبذل من ماله في نصرة الإسلام. زوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - بنته رقية، فلما ماتت زوجه بنته الأخرى أم كلثوم، فسمي ذا النورين. بويع بالخلافة بعد أمير المؤمنين عمر. واتسعت رقعة الفتوح في أيامه. أتم جمع القرآن. وأحرق ما عدا نسخ مصحف الإمام. نقم عليه بعض الناس تقديم بعض أقاربه في الولايات. قتله بعض الخارجين عليه بداره يوم الأضحى وهو يقرأ القرآن. أنظر: الأعلام للزركلي 4/ 371، والبدء والتاريخ 5/ 79.