وما أعظم نعم الله علينا، حيث اختار لنا أفضل الأديان، وأفضل الشرائع، وأفضل الكتب، وأفضل الرسل، وجعلنا خير الأمم، وأكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً.
فهل فوق هذا من نعمة؟.
وهل يستطيع أحد أن يكافئ هذه النعم؟.
ومن يستطيع أن يعرف كل نعم الله؟ .. ثم من يستطيع أن يحصيها؟ .. ثم من يستطيع أن يقوم بشكرها؟.
ولكن رحمة الله واسعة، طلب منا القليل وأعطى الكثير، وإنما هو جهد الطاقة في شكر النعمة، ومعرفة المنعم، وإدراك الواجب، ثم القيام بما يستطاع منه، ومعرفة الحرام ثم الحذر منه، وطلب المغفرة عن التجاوز أو التقصير:
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)} [التغابن: 16].
فما أنكد وما أحمق، وما أضل من يرفض ما رضيه الله له، ويختار لنفسه غير ما اختاره الله له.
وإنها لجريمة كبرى لا تذهب بغير جزاء، ولا يترك صاحبها ناجياً أبداً، وقد رفض ما ارتضاه الله له.
وقد يترك الله الذين لم يعرفوا الإسلام، أو لم يتخذوه ديناً لهم، يرتكبون ما يرتكبون، ويمهلهم إلى حين.
فأما الذين عرفوا هذا الدين، ثم أهملوه أو تركوه أو رفضوه، واتخذوا لأنفسهم مناهج في الحياة غير المنهج الذي ارتضاه الله لهم.
فهؤلاء لن يتركهم الله أبداً، ولن يمهلهم أبداً، حتى يذوقوا وبال أمرهم، وهم مستحقون: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137)} [النساء: 137].
والناس في الأرزاق التي قسمها الله لهم متفاوتون، وهم في وقت حصولهم على