يكن .. وبيده كل شيء كما قال سبحانه: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)} [آل عمران: 26].
فالله عزَّ وجلَّ يفعل ما يشاء .. ويخلق ما يشاء .. تارة بالأسباب .. وتارة بضد الأسباب .. وتارة بدون الأسباب.
واليقين يقوم على أصلين:
الأول: يقين على المشاهدات، ويتركز في القلوب بمشاهدة المخلوقات والكائنات والنظر إليها نظر اعتبار وتفكر، فنرى المخلوقات ونذكر الخالق، ونرى الصور ونذكر المصور، ونرى الأرزاق ونذكر الرازق .. وهكذا.
الثاني: يقين على الغيبيات كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار، ويثبت في القلوب بكثرة المذاكرة حولها.
وإذا جاء اليقين على ذات الله، وعلى عظمة الله وقدرته، فالله عزَّ وجلَّ يسخر الكائنات لخدمة أوليائه، وإهلاك أعدائه، حتى يكون الغائب كالشاهد.
وإذا جاء اليقين على ذات الله، وعلى عظمة الله وقدرته، فالله عزَّ وجلَّ يسخر الكائنات لخدمة أوليائه، وإهلاك أعدائه.
كما سخر الماء لتدمير كفار قوم نوح، وإهلاك فرعون وقومهم.
وكما أرسل الريح لتدمير كفار قوم عاد .. وهكذا النار سخرها الله لحفظ إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - .. وهكذا النار أرسلها الله على قوم شعيب فأهلكتهم .. وهكذا جبريل أرسله الله إلى قوم لوط فقلب ديارهم عليهم .. وهكذا قوم ثمود أهلكهم الله بالصيحة ..
ولكن الكفار اجتهدوا لإفساد يقين المسلمين على ربهم، فصرفوهم عن الاستفادة من قدرة الله إلى اليقين على الأسباب والأشياء، لأنهم يعرفون أن المسلمين لو رجعوا للاستفادة من قدرة الله بالإيمان والأعمال الصالحة لنصرهم الله وأعزهم فهزموهم، وكسروا دولتهم.