شيء قدير، وبيده الأمر كله: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)} [الزمر: 62].
وإذا جاء اليقين على ذات الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، وخزائنه، ووعده ووعيده، أقبل المسلم على ربه، وتلذذ بطاعته، ونفر من معصيته، وسارع إلى ما يرضيه، وجفل مما يغضبه، واستغنى بربه عما سواه.
والفرق بين يقين المؤمن، ويقين الكافر:
أن المؤمن يقينه أن كل شيء بأمر الله .. وجوده بأمر الله .. وزواله بأمر الله .. وزيادته بأمر الله .. ونقصه بأمر الله، ونفعه بأمر الله .. وضرره بأمر الله .. وكثرته بأمر الله .. وقلته بأمر الله.
أما الكافر فيقينه على ما يراه من الأسباب فقط.
وقد فسد يقين كثير من المسلمين من ثلاثة وجوه:
الأول: إذا سألت المسلم، كيف نحصل على المال؟.
قال بالعمل أو التجارة، وكذلك يقول اليهودي والنصراني وكل كافر، فصار يقين هؤلاء كيقين الكفار على الأسباب.
الثاني: إذا سألت المسلم كيف نحصل على الأشياء كالطعام واللباس ونحوهما؟، قال بالمال، وهذا ما يقوله اليهودي والنصراني وكل كافر.
الثالث: إذا سألت المسلم كيف تصلح أحوالنا؟، وكيف يذهب عنا الخوف والذلة والجوع؟.
قال: إذا كانت عندنا القوة والمال والأشياء، وهذا ما يقوله اليهودي والنصراني، وكل كافر.
ولكن مقتضى الإيمان أن يقول المؤمن:
المال لا يأتي إلا بإرادة الله .. والعمل والتجارة سبب.
والأشياء لا تأتي إلا بإرادة الله .. والأحوال لا تصلح إلا بإرادة الله .. فهو الذي يفعل ما يشاء .. ويغير إذا شاء .. ويبدل إذا شاء، فما شاء الله كان .. وما لم يشأ لم