منهم حملة العرش .. ومنهم الذين حول العرش .. ومنهم ملائكة السموات .. فالسموات السبع كل سماء مملوءة بالملائكة .. بل ما فيها موضع شبر إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد لله .. يصلي منهم كل يوم في البيت المعمور فوق السماء السابعة سبعون ألف ملك، فإذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم.
ففي قصة المعراج أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أتى السماء السابعة قال: «فَرُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَسَألْتُ جِبْرِيلَ فَقال: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ» متفق عليه [1].
والملائكة عالم غيبي لا يحصيهم إلا الله منهم من أعلمنا الله بأسمائهم وأعمالهم، ومنهم من اختص الله بعلمهم.
فنؤمن بمن سمى الله منهم كجبريل وميكائيل وإسرافيل، ومالك خازن النار، ورضوان خازن الجنة، ومن لم نعلم اسمه منهم نؤمن بهم إجمالاً.
والملائكة كغيرهم من المخلوقات:
متفاوتون في الخلق .. متفاوتون في الصفات .. متفاوتون في الأعمال .. جعلهم الله رسلاً في تدبير أوامره القدرية .. ورسلاً بينه وبين خلقه في تبليغ أوامره الدينية لرسله وأنبيائه.
ومنحهم سبحانه من القوة والقدرة ما يستطيعون به تنفيذ أوامر ربهم في أسرع وقت.
فقوة جميع الخلائق كلها لا تساوي قوة ملك من الملائكة، فكيف بقوة جميع الملائكة؟، فكيف بقوة من خلقهم سبحانه؟.
فإسرافيل (ملك من الملائكة وكله الله بالنفخ في الصور، والصور قرن كالبوق، وبنفخة واحدة منه يصعق من في السموات السبع ومن في الأرضين السبع. [1] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3207) واللفظ له، ومسلم برقم (162).