فهذه نفخة الصعق.
ثم ينفخ في الصور نفخة البعث، فإذا الخلائق كلهم قيام ينظرون.
بنفخة واحدة يصعق من في العالم العلوي، ومن في العالم السفلي، إلا من شاء الله.
وبنفخة أخرى يقومون لرب العالمين كما قال سبحانه: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68)} [الزمر: 68].
فهاتان نفختان من إسرافيل، بالأولى مات من في العالم، وبالأخرى دبت الحياة في جميع من في العالم.
فماذا يملك إسرافيل من النفخات؟.
وإذا كانت هذه قوة نفخته، فكم تكون قوة جسده؟.
وكم تكون قوة من خلقه وأمره جلَّ جلاله؟.
فسبحان العزيز الجبار الكبير المتعال الذي قهر جميع الخلائق، وخلق القوة في كل قوي: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)} [هود: 66].
وجبريل - صلى الله عليه وسلم - ملك من الملائكة وكله الله بالوحي إلى الأنبياء، خلق الله له ستمائة جناح، جناح واحد منها لما نشره سد الأفق.
وبطرف جناحه قلع خمس قرى من قرى قوم لوط بما فيها من المخلوقات والجبال ثم رفعها إلى السماء، ثم قلبها عليهم بأمر الله عزَّ وجلَّ.
وإذا كانت هذه قوة طرف جناحه، فكم قوة كامل جناحه؟.
وكم قوة وعظمة أجنحته الستمائة التي خلقها الله له؟.
وإذا كانت هذه قوة طرف جناحه .. فكم تكون قوة جميع أجنحته؟ .. وكم تكون قوة جسده؟.
فكيف بقوة خالقه العزيز الجبار جلَّ جلاله؟.