عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل له ستمائة جناح. متفق عليه [1].
وميكائيل - صلى الله عليه وسلم - ملك من الملائكة وكله الله بالقطر والنبات الذي به حياة الأبدان، فكم من المياه يكيلها ويفرقها في العالم بأمر الله؟، وكم من الأرزاق التي يكيلها للخلائق كل يوم بأمر الله؟.
فسبحان من أعطاه القدرة على معرفتها وقسمتها وتوزيعها في العالم.
وأحد حملة العرش خلقه الله ما بين شحمة أذنه ومنكبه مسيرة سبعمائة عام.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إلى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ» أخرجه أبو داود [2].
وإذا كانت المسافة من الأذن إلى العاتق سبعمائة سنة، فكم تكون المسافة من رأسه إلى رجليه؟.
وكم تكون قوة هذا الملك الذي يحمل العرش الذي السموات والأرض بالنسبة إليه كحلقة ملقاة في أرض فلاة؟.
وكم عظمة العرش الذي هذا الملك أحد حملته؟.
فكيف بقوة وعظمة الذي خلق العرش وخلق حملته، وخلق جميع ما في الكون؟.
فما أجهلنا بالرب وأسمائه وصفاته .. وما أجرأنا على معصية أوامره.
فاللهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [الأعراف: 23].
وخلق الملائكة سابق على خلق آدم أبي البشر، ولما كانت أجسام الملائكة نورانية لطيفة، فإن البشر لا يستطيعون رؤيتهم إلا إذا تمثلوا في صورة بشر.
ولم ير الملائكة من هذه الأمة إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فإنه رأى جبريل مرتين في [1] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4857) واللفظ له، ومسلم برقم (174). [2] صحيح: أخرجه أبو داود برقم (4727)، صحيح سنن أبي داود رقم (3953).
انظر السلسلة الصحيحة رقم (151).