والاعتقادات والإرادات.
وهو سبب شقاوة العبيد، ووقوع ما يغضب الرب تبارك وتعالى، فهو مبغوض للرب مسخوط له، لعنه الله وغضب عليه ومقته.
ومع هذا فهو وسيلة إلى محاب كثيرة للرب تعالى ترتبت على خلقه، وجودها أحب إليه من عدمها.
منها: أن تظهر للعباد قدرة الرب في خلق المتضادات، فخلق سبحانه إبليس هذه الذات التي هي أخبث الذوات وشرها، في مقابلة جبريل - صلى الله عليه وسلم - التي هي أشرف الذوات، وسبب كل خير.
وكما خلق سبحانه الليل والنهار، والحر والبرد، والحياة والموت، والذكر والأنثى، والماء والنار، والخير والشر ونحو ذلك.
وخلق ذلك يدل على كما ل قدرته وتدبيره، وعزته وسلطانه.
فتبارك الله خالق هذا وهذا، ومدبر هذا وهذا .. ومخرج المنافع والمضار من هذا وهذا.
ومنها: ظهور أسمائه وأفعاله القهرية كالقهار والمنتقم، والعدل والضار، وشديد العقاب، وسريع الحساب، والخافض والمذل، فإن هذه الأسماء والأفعال من كمال ذاته فلا بد من وجود متعلقها، ولو كان الخلق كلهم على طبيعة الملائكة لم يظهر أثر هذه الأسماء والأفعال.
ومنها: ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه، ومغفرته وستره، وتجاوزه عن حقه، فلولا خلق ما يكره من الأسباب المفضية إلى ظهور آثار هذه الأسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد.
ومنها: ظهور آثار أسماء الحكمة والخبرة، فهو سبحانه الحكيم الخبير الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها، فلا يضع الشيء في غير موضعه:
فلا يضع الثواب موضع العقاب، ولا العقاب موضع الثواب، ولا العز مكان