الأشياء والأسباب التي تلائم الإنسان.
وأصلحها ببعثة الرسل، وإنزال الكتب، وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله وتوحيده والإيمان به، وعبادته وحده لا شريك له.
إن فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك بالله، ومخالفة أمره كما قال سبحانه: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)} [الروم: 41].
وقد نهانا الله عزَّ وجلَّ عن الفساد في الأرض بقوله سبحانه: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)} [الأعراف: 85].
ولا صلاح للأرض وأهلها إلا أن يكون الله وحده هو المعبود، ورسوله هو المتبوع، وشرعه هو الذي يحكم حياة الناس.
ومن تأمل أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته، وطاعته وطاعة رسوله.
وكل شر في العالم من فتنة وبلاء، وقحط وتسليط عدو فسببه الكفر بالله ومخالفة أمر الله ورسوله، والدعوة إلى ما يغضب الله ويسخطه.
والشر الواقع في العالم قسمان:
أحدهما: شرور هي أفعال العباد وما تولد منها.
الثاني: الشرور التي لا تتعلق بأفعال العباد كالسموم والأمراض، وأنواع الآلام، وكإبليس وجنوده، وغير ذلك من شرور المخلوقات كإيلام الأطفال، وذبح الحيوان.
والله سبحانه له في كل ما خلقه وأمر به وشرعه حكمة بالغة، ونعمة سابغة، لأجلها خلق وأمر، ويستحق أن يثنى عليه ويحمد لأجلها، كما يحمد ويثنى عليه لأسمائه الحسنى، وصفاته العلا.
فهو سبحانه المحمود على ذلك كله أتم حمد وأكمله، لما اشتملت عليه