وهو للحمد أهل.
قال الله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)} [النحل: 53].
وكل إنسان سوف يحاسب على النعم التي أنعم الله بها عليه، ويسأل عن شكرها .. وعن استعمالها فيما خلقت له .. وعن صرفها فيما يرضي الله .. وعن أداء حق الله فيها كما قال سبحانه: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} [التكاثر: 8].
وقد أنعم الله على عباده بنوعين من الرزق:
أحدهما: رزق الأبدان من الطعام والشراب وسائر الأموال.
الثاني: رزق القلوب من الإيمان والتوحيد والأعمال الصالحة.
وفاوت سبحانه بين عباده في قسمة هذين الرزقين بحسب علمه وحكمته، ومعرفته بأحوال عباده، ومن يصلح لهذا، ومن يصلح لهذا، ومن يصلح لهم معاً.
فمنهم من وفر حظه من الرزقين، ووسع عليه فيهما.
ومنهم من قتر عليه في الرزقين.
ومنهم من وسع عليه رزق القلب، وقتر عليه رزق البدن.
ومنهم من وسع عليه رزق البدن، وقتر عليه رزق القلب.
وهذا الرزق بنوعيه إنما يتم ويبقى ويزيد بالشكر، وترك الشكر سبب زواله وانقطاعه عن العبد.
والنعم كلها من الله وحده:
نعم الطاعات .. ونعم اللذات .. فعلى العبد أن يرغب إلى الله أن يلهمه ذكرها، ويوزعه شكرها كما قال سبحانه: {قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)} [الأحقاف: 15].