وكما أن النعم منه سبحانه ومن مجرد فضله، فذكرها وشكرها لا ينال إلا بتوفيقه وعونه، والذنوب من خذلانه وتخليه عن عبده.
وقد أنعم الله عزَّ وجلَّ على كل عبد بنعم لا تعد ولا تحصى، وهي نوعان:
نعم خاصة .. ونعم عامة.
فالخاصة: ما أنعم الله به على المسلم من الإيمان في القلب، والطاعة في الجوارح، وحسن الخلق.
أما العامة: فهي قسمان:
متصلة: كالسمع والبصر، والعقل واللسان، وسائر الجوارح والمنافع.
ومنفصلة: وهي الأموال والأشياء.
فالأولى: خاصة بالمسلمين .. والثانية عامة للمسلمين وغيرهم.
وأرزاق الدنيا تكفل الله بها لجميع خلقه كما قال سبحانه: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)} [هود: 6].
وأرزاق الآخرة لا بد لها من العمل كما قال سبحانه: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)} [الطلاق: 11].
والرزق يطلب الإنسان في الدنيا عمل أو لم يعمل كما يطلبه أجله مهما هرب، وسيأخذ رزقه المقدر له، فإن كان يقينه على الله أخذه بعزة، وإن كان يقينه على المخلوق أخذه بذلة.
فسبحان من قدر الأرزاق والآجال، والأحوال والأنفاس.
والله تبارك وتعالى هو الرزاق وحده، ينعم على المؤمن والكافر، وعلى المطيع والعاصي، وعلى كل ما في الكون، لأنه وحده خالق الأرزاق ورازقها.
فالنعمة للمؤمنين تكون برضى الله تعالى، والنعمة للعصاة والكفار تكون من غضب الله تعالى.