نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 433
تعالى [1]، ومصيره في الآخرة العذاب الشديد، لأنه جرد قصده إلى الدنيا، فالآية -كما يقول القرطبي- عامة في كلّ من ينوي بعمله غير الله، كان معه أصل إيمانه أو لم يكن، وهذا قول مجاهد، وميمون بن مهران [2]، وإليه ذهب معاوية [3].
أما الأحاديث النبوية فهي كثيرة منها:
1 - روى أبو هريرة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أول النّاس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، حتى ألقي في النّار.
ورجل تعلم العلم وعلّمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، وعلّمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنّك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت، ليقال قارىء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه، حتى أُلقي في النّار.
ورجل وسّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرّفه نعمه، فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنّك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار ([4]) ". فهؤلاء الثلاثة الذين أجهدوا أنفسهم في الطاعات والعبادات لم تنفعهم طاعتهم وعبادتهم، لأنهم لم يبغوا بها وجه الله [1] هذه الآية مطلقة وآية الإسراء مقيدة لها: {منْ كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد}. [2] هو ميمون بن مهران الرقي فقيه من القضاة، وكان عالم الجزيرة الفراتية وسيدها، استعمله عمر بن عبد العزيز على قضائها وخراجها، ثقة في الحديث، كثير العبادة، ولادته سنة (37 هـ)، ووفاته سنة (117 هـ).
راجع: (شذرات الذهب 1/ 154)، (الكاشف 3/ 193). (طبقات الحفاظ ص 39). [3] تفسير القرطبي (9/ 15). [4] رواه مسلم في صحيحه (انظر شرح النووي على مسلم 13/ 50) وعزاه ابن الأثير إلى مسلم والترمذي والنسائي، (انظر جامع الأصول 5/ 281).
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 433