نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 311
الخامسة والعشرون: صل رحمك وإن كان عدوك لقوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ والأرْحَامَ} [النساء:1]. ولقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح» يعني: أفضل الصدقة على ذي الرحم المضمر العداوة. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
السادسة والعشرون: لا تنفق وقتك إلا في طاعة، وقد كان أحد السلف إذا طرق الباب طارق يقول: اللهم إني أعوذ بك ممن يشغلني عن ذكرك.
السابعة والعشرون: عليك بزيارة الأيتام والعطف عليهم، وتذكر أنه سيأتي اليوم الذي تغلق فيه زوجتك بابها على نفسها وتبكي على فراقك - إن قدر اللَّه لك الموت قبلها - وانظر إلى قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما». رواه البخاري. قال النووي: كافل اليتيم: القائم بأموره.
الثامنة والعشرون: الجار قبل الدار، وعليك أن تأتسي بقول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأبي ذر: «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك». رواه مسلم.
وإياك إياك أن تؤذي جارك خاصة برفع صوت المذياع. وقد يبيع الرجل داره وبأقل من ثمنه هربًا من جار السوء كما قال أحدهم عند بيع داره:
يلومنني أن بعت بالرخص منزلي ... ولم يعلموا جارًا هناك ينغّصُ
فقلت لهم كفوا الملام فإنما ... بجيرانها تغلو الديار وترخصُ
وروى المدائني: أنه باع جار لفيروز داره بأربعة آلاف درهم فجيء بها فقال البائع: هذا ثمن داري فأين ثمن جاري؟ قال: ولجارك ثمن؟! قال: لا أنقصه واللَّه عن أربعة آلاف درهم، فبلغ ذلك فيروز فأرسل إليه بثمانية آلاف درهم وقال: هذا ثمن دارك وجارك والزم دارك لا تبعها.
التاسعة والعشرون: قال أبو الدرداء: أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعلت لك أذنان وفم واحد، لتسمع أكثر مما تتكلم به.
الثلاثون: أكرم ضيفك لقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه» رواه مسلم. وقال تعالى في وصف كرم إبراهيم عليه السلام: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ - فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ} [الذاريات: 26، 27].
قال ابن كثير رحمه اللَّه: وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة، وأتى بأفضل ما وجد من ماله وهو عجل فتيّ سمين مشوي، فقربه إليهم لم
نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 311