نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 312
يضعه وقال اقتربوا، بل وضعه بين أيديهم، ولم يأمرهم أمرًا يشق على سامعه بصيغة الجزم بل قال: {أَلاَ تَأْكُلُونَ؟} على سبيل العرض والتطلف، كما يقول القائل: إن رأيت أن تتفضل وتحسن وتتصدق فافعل. انتهى.
قال العباس: لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال: تعجيله وتصغيره وستره، فإذا عجلته هنأته، وإذا صغرته عظمته، وإذا سترته تممته. وقد نهى رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يتكلف الرجل في إكرام الضيف فقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا يتكلفن أحدٌ لضيفه ما لا يقدر عليه». وسيأتي هذا الحديث إن شاء اللَّه تعالى في باب المناهي.
فائدة:
دخل ضيف على عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه عنه فقدم له نصف رغيف ونصف خيارة وقال له: كل فإن الحلال في هذا الزمان لا يحتمل السرف.
الحادية والثلاثون: إذا كنت تعمل عند إنسان بأجر أو سائقًا على سيارة بالأجرة ثم أتاك ما يسمونه بالوهبة، فإنها من حق صاحب المال إلا أن يأذن لك في أخذها، لما ورد أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - استعمل رجلاً على الصدقة، فجاء فقال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أفلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إليه أم لا؟». رواه أحمد [1].
فإذا كانت الأجرة المستحقة لك نصف جنيه إلا خمسة قروش، فترك لك الراكب هذه القروش الخمسة، فإنها كما قلنا من حق صاحب المركبة (أي: السيارة) إلا أن يأذن لك. وتذكر قول ميمون بن مهران: ثلاث يؤدين إلى البر والفاجر: الأمانة والعهد وصلة الرحم.
الثانية والثلاثون: حاول ألا تنام بعد الفجر، وإليك بعض هديه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في النوم كما جاء في كتاب «الطب النبوي» المأخوذ من «زاد المعاد» لابن القيم: وقيل [2]: نوم النهار خلق وخرق وحمق، فالخلق نومة الهاجرة (يعني: الظهر) وهو خلق رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. والخرق: نومة الفجر يشغل عن أمر الدنيا والآخرة، والحمق: نومة العصر قال بعض السلف: من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه.
وقال الشاعر:
ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالاً ونومات العُصَير جنون
ونومة الصبح تمنع الرزق؛ لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها، وهو وقت قسمة الأرزاق. فنومه حرمان إلا لعارض أو ضرورة، وهو مضر جدًّا. ورأى عبد اللَّه بن عباس ابنًا له [1] وهو في «الصحيحين». (قل). [2] «زاد المعاد» لابن القيم (ج4 ص: 242). (قل).
نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 312