ثم شرع الشيخ عبد الله الترجمان في ذكر طرف من أخبار الدولة الحفصية التي خدم في ديوانها، ثم أردفه بأبواب تسعة كشف فيها هوية كُتَّاب الأناجيل الأربعة "متى، ومرقس، ولوقا، ويوحنا"، وأكَّد أنهم ليسوا من حوارى المسيح عليه السلام بأدلة علمية دقيقة، ثم ناقش قضايا التعميد "التغطيس"، والتثليث، والأقانيم، والخطيئة الأولى، والعشاء الرباني، وصك الغفران، وقانون الإيمان، وفَنَّدَها كلَّها بنصوص الأناجيل، وبأدلة العقل الصريح.
ثم أثبت بشرية المسيح عليه السلام ونفى ألوهيته المزعومة، ثم عرض التناقضات في نصوص الأناجيل المحرفة، ثم تعرض لما يعيبه النصارى على المسلمين؛ كزواج العلماء والصالحين، والختان، والنعيم الحسي في الجنة، ثم ختم كتابه بإثبات نبوة رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم-، وبيان فضله ومنزلته بنصوص من التوراة والإنجيل [1].
وبعد: فهذا طرف من سيرة الشيخ الميورقي وجهاده بقلمه ولسانه في سبيل الله عز وجل، أما جهاده بيده فقد اشترك رحمه الله في جهاد بني جلدته من الكافرين، وفي حملة الأسطول الحفصي على جزيرة صقلية (سنة 796 هـ تقريبًا) كان يتولى منصب القائد البحري.
فإن صحت رواية استشهاد الترجمان أثناء الغارة الصليبية على تونس، فهذا شرف عظيم يضاف إلى سجله الناصع في خدمة دين الحق والجهاد [1] وقد طبع الكتاب "دار البشائر الإسلامية" - بيروت - لبنان - ص. ب: 5955 - 14 بتحقيق وتعليق الأستاذ عمر وفيق الداعوق - الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988م، ومن مقدمته نقلنا هذه القصة تصرف.