اللَّه تعالى لا يرد دعاء خليله فيما سأله، وكذلك بشارة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، قال: سمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب اللَّه له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة)) [1]، والحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة، فهنيئاً لمن أصابته هذه الدعوة الطيِّبة.
لذا ينبغي للعبد أن يكثر من هذه الدعوة المباركة الشاملة لكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ من لدن آدم إلى قيام الساعة، ويدخل في ذلك الداعي وأهله دخولاً أولياً.
قال ابن كثير رحمه اللَّه: ((ينبغي لكلِّ داعٍ أن يدعو لنفسه ولوالديه ولذريته)) [2].
الفوائد:
1 - أهمّية مطلب سؤال اللَّه المغفرة لأنّ عليها السلامة والفلاح في الدنيا والآخرة، حيث خصّ سؤالها خليل الرحمن في دعائه، وذكرها لنا ربنا لنقتدي به.
2 - ينبغي للداعي أن يجعل نصيباً في دعائه لوالديه؛ لأنه من كسبهما؛ ولعظيم فضلهما عليه. [1] قال حمدي عبد المجيد السلفي في مسند الشاميين للطبراني، 3/ 234: ((أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 19/ 909، وأبو يعلى، 2/ 346، قلت: وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/ 210، وقال: ((رواه الطبراني وإسناده جيد))، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، 5/ 242، برقم 5902. [2] تفسير ابن كثير، 4/ 431.