لِلْعَبِيدِ} [1]) [2].
ثم شرع في الدعاء بعد إظهار غاية التذلل والخضوع لربه تعالى، وهذا من أدب السائلين، وهذه الحالة أقرب إلى إجابة السؤال ولا سيما إذا كان المسؤول منه كريماً، ومن أكرم من اللَّه تبارك وتعالى الذي لا يوازيه أيُّ كريم ولا يعادله أيّ نظير، إذا تضرع إليه عبده، وتذلل له، وأظهر الخضوع والخشوع ثم سأل حاجة ينفذها في ساعته على ما هو اللائق لكرمه وجوده [3].
قوله: ((أسألك بكل اسم هو لك)): أتوسّل إليك بكل اسم من أسمائك الحسنى، وهذا هو أعظم أنواع التوسّل إلى اللَّه تعالى
بالدعاء، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [4].
قوله: ((سمَّيت به نفسك)): أي اخترته لنفسك الذي يليق بكمالك وجلالك.
قوله: ((أو أنزلته في كتابك)): في كتبك المنزلة على رسلك، يتعبّد به عبادك ويسألونك ويدعونك به، وأنا أحدهم.
قوله: ((أو علمته أحداً من خلقك)): من الأنبياء والملائكة، ومنهم محمّد - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث الشفاعة الطويل الذي يقول فيه: (( ... فَأَخِرُّ [1] سورة فصلت، الآية: 46. [2] العلم الهيب في شرح الكلم الطيب، ص 343. [3] العلم الهيب، ص 343 بتصرف يسير. [4] سورة الأعراف، الآية: 180.