الشرح:
هذا الدعاء من أجمع الأدعية في الاستغفار؛ لأنه دعاء بألفاظ التعميم، والشمول، مع البسط والتفصيل بذكر كل معنى بصريح لفظه، دون الاكتفاء بدلالة اللفظ الآخر عليه؛ ليأتي الاستغفار على ما علمه العبد من ذنوبه، وما لم يعلمه، ومعلوم أنه لو قيل: اغفرلي
كلَّ ما صنعت؛ لكان أوجز، ولكن ألفاظ الحديث في مقام الدعاء والتضرّع، وإظهار العبودية والافتقار لربّ العالمين، واستحضار الأنواع التي يتوب العبد منها تفصيلاً أحسن وأبلغ من الإيجاز والاختصار [2]؛ ولهذا يحسن العناية والتدبير واستحضار المعاني عند [1] متفق عليه: البخاري، كتاب الدعوات، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمّ اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت))، برقم 6398، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل، وشر ما لم يعمل، برقم 2719. [2] جلاء الأفهام، ص 230، ومدارج السالكين، 1/ 273.