أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، والانشغال عن الطاعات؛ ولما فيه كذلك من
الغم على القلب، وإتعاب العقل، ووهن الجسد، والنفس, وإنما استعاذ من غلبته؛ لأن الاستدانة بدون غلبة قد يحتاج إليها كثير من العباد, وقد مات - صلى الله عليه وسلم - ودرعه مرهونة في أصواع من شعير.
قوله: ((وغلبة العدو)): والاستعاذة من تسلط العدو بغير حق؛ لأنه يتحكم بمن يعاديه، وينزل به أنواع المضار في دينه ودنياه.
قوله: ((وشماتة الأعداء)): والاستعاذة من شماتة الأعداء، وهي فرحهم ببلية تنزل على من يعادونه؛ فإن في ذلك موقعاً عظيماً في القلب، وتأثيراً كبيراً في النفس [1].
ولا يخفى أن الاستعاذة من كل الأمور السابقة لما فيها من المضار والمساوئ في الدين والدنيا.
124 - ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) [2]. [1] انظر تحفة الذاكرين ص 423. [2] النسائي، كتاب قيام الليل، وتطوع النهار، باب ذكر ما يستفتح به القيام، برقم 1617، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب الطهارة، باب الفرق بين دم الحيض والاستحاضة، برقم 1318، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، برقم 766، وابن ماجه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل، برقم 1356، وابن أبي شيبة، 10/ 260، برقم 29948، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، 1/ 356، وفي صحيح ابن ماجه، 1/ 226.