المفردات:
الخزي: يقال خزي الرجل: لحقه انكسار, إما من نفسه, أو من غيره [1] , وخزي يخزي خزياً, أي: ذلَّ وهان [2].
البأس: البأس والبؤس والبأساء كلها الشدة والمكروه [3].
الشرح:
دلّ قول الصحابي: ((كان رسول اللَّه يدعو بهذه الدعوات كلّما
سلّم)) على أهمية هذه الدعوات، وذلك أن فعل المضارع بعد كان يدل على المداومة على الفعل, والاستمرارية عليه, وقد تقدَّم ذكر ذلك مراراً, وقوله: ((كلما سلم)): يحتمل قبل السلام أو بعد السلام, وكلا الموطنين موطن عظيم في الإجابة، كما بينا في آداب الدعاء.
هذه الدعوة المباركة شبيهةٌ بدعوة خليل الرحمن في قوله تعالى: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} [4]، وقد شرحناها، وهي برقم (35)، فاجتمع عليهما الصلاة والسلام في هذه الاستعاذة المهمة.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهم لا تخزني يوم القيامة)) أي: يا اللَّه لا تذلّني، وتهينني بالتوبيخ على الذنوب والمعاصي, والعقوبة عليها, والفضيحة بها أمام الخلائق يوم القيامة, استعاذ - صلى الله عليه وسلم - ليكون ملازماً [1] المفردات، 281. [2] النهاية، 263. [3] تذكرة الحفاظ، 1/ 153. [4] سورة الشعراء، الآية: 87.