الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاس} [1].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه اللَّه - عز وجل - على رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيره من الحور العين ما شاء)) [2].
قوله: ((وأعذني من مضلات الفتن)): فيه استعاذة من مهلكات، ومعضلات الفتن الشديدة، الموقعة في الحيرة، والمفضية إلى الهلاك، التي تضيع من شدتها الدين، والدنيا والآخرة، فتضمّنت هذه الاستعاذة النجاة والسلامة من الوقوع بها.
دلّ هذا الدعاء المبارك على أهميته؛ حيث علّمه - صلى الله عليه وسلم - إلى أحب زوجاته، التي أبوها هو أحب أصحابه، فاعتنِ به في دعائك؛ فإن
السلامة من الشرور فيها الهناء، والسعادة، والمنى.
148 - ((اللَّهُمَّ أَحْيِنِي عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكَ - صلى الله عليه وسلم - وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِ، وَأَعِذْنِي مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ)) [3]. [1] سورة آل عمران، الآية: 134. [2] أخرجه أبو داود، أول كتاب الأدب، باب من كظم غيظاَ، برقم 4777، والترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق، باب حدثنا عبد بن حميد، برقم 2493، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب الحلم، برقم 4186، وأحمد، 24/ 398، برقم 15637، والطبراني في الكبير، 20/ 189، برقم 417، وفي الصغير، 2/ 250، برقم 1112، والبيهقي، 8/ 161، برقم 16422، وأبو يعلى، برقم 1497، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 4176، وصحيح الترغيب والترهيب، برقم 2753. [3] أخرجه البيهقي في الكبرى، 5/ 95 من دعاء ابن عمر موقوفاً عليه، والصغرى، 4/ 192، وقد نقل ذلك ابن الملقن في البدر المنير، 6/ 309، وقال نقلاً عن الضياء: ((إسنادها جيد)). وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: ((لا يقل أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة؛ لأن الله يقول: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]، فأيكم استعاذ فليستعذ بالله من مضلات الفتن))، أخرجه ابن جرير، في تفسيره، 13/ 475، برقم 15912، وذكره ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري، 4/ 13.