ومشربه وملبسه من الحلال، فللحلال سر عجيب في قبول الأعمال عند اللَّه تعالى، ومن آكدها الدعاء، وقد تقدم آنفاً قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، ... ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، ثُمَّ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)) [1].
وفي الحديث إشارة إلى أنه ينبغي الاعتناء بالحلال لمن أراد الدعاء أكثر من غيره [2].
ولما سُئل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ((ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها، ومن أين خرجت)) [3].
22 - لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا عَلَى الأرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّه تَعَالَى بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللهُ إيَّاها، أَوْ صَرفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ))، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: إِذاً نُكْثِرُ، قَالَ: ((اللهُ أكْثَرُ)) ([4])، [1] مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، 2/ 703، برقم 1015. [2] شرح النووي، 7/ 100. [3] جامع العلوم والحكم، 1/ 275، وهو أيضاً في السيرة الحلبية، 2/ 507. [4] سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب في انتظار الفرج وغير ذلك،
5/ 566، برقم 3573، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 3573.