حصلت هذه الفضيلة ولو دعا لجملة المسلمين، فالظاهر حصولها أيضاً، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة، لأنها تُستجاب ويحصل له مثلها)) [1].
قال العلامة ابن عثيمين رحمه اللَّه: (( ... فالملك يؤمّن على دعائك إذا دعوت لأخيك بظهر الغيب، ويقول: ((لك بمثله، وهذا يدل على فضيلة هذا، لكن هذا فيمن لم يطلب منك أن تدعو له، أما من طلب منك أن تدعو له فدعوت له، فهذا كأنك شاهد، لأنه يسمع كلامك؛ لأنه هو الذي طلب منك، لكن إذا دعوت له بظهر الغيب بدون أن يخبرك، ويطلب منك فهذا هو الذي فيه الأجر، وفيه الفضل واللَّه الموفق)) [2].
وهذه البشارة الجليلة من النعم العظيمة للداعي والمدعو له، فإن الداعي ينال الإجابة المتحققة له، وللمدعو له، والأجر والثواب العظيم لاتّباعه أمر الشارع، فاحرص على الدعاء لإخوانك المسلمين كي تنال هذه الفضائل الزكية في الدنيا والآخرة، ولا تنسَ أن يكون لك نصيبٌ من الدعاء للمستضعفين من المؤمنين كما كان من دعاء المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ)) [3]. [1] شرح صحيح مسلم للنووي، 17/ 49. [2] شرح رياض الصالحين، 4/ 73. [3] متفق عليه: البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}، 6/ 48، برقم 4598، مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة، إذا نزلت بالمسلمين نازلة، 1/ 476، برقم 675، وفي روايات في الصحيحين: (أنجِ) بالهمز.