الغربية وهولندة ولندرة وغيرها، والمجال واسع وفسيح للدعاة إلى الدين بينما الأمر على العكس من هذا في البلدان التي كتبت في دستورها عبارة "الإسلام دين الدولة" وهذا تناقض مفضوح وقد قال لي أحد العمال الجزائريين المستوطنين في فرنسا هذه الكلمة: "ما فهمت الإسلام إلا بعد أن جئت إلى فرنسا" فهمته من الدروس التي نتلقاها عن العلماء في المساجد!! أليس في هذا عبرة للمعتبرين، ينتشر الإسلام في أرض الكفر ويوسع على تدريسه وتعليمه بينما يضيق عليه في بلاده، أمر مؤسف والله!!؟
نفكر كثيرا في هذا السلوك الذي سلكه حكام المسلمين إزاء الإسلام والدعوة إليه وتبليغه فنرى أنهم اختاروا هذه الخطة ليؤمنوا مراكزهم وكراسيهم المضعضعة لأنهم يخافون غضبة الأمة المسلمة وانتفاضتها في يوم - ما - إذا هي فقهت دينها وأرادت أن لا تحيد عن نهجه وخطه، وإنني لأفكر من الآن - إن دام هذا الحال - في أنه ربما يأتينا يوما لا نصلي فروضه إلا برخصة من الحكومة - كما في الحج الآن - أما صوم رمضان فإنه قد فرغ منه، إذ صار يعين أول يوم منه مقدما بسنة أو ما يقرب منها، عند طبع وإحراج اليومية للسنة الجديدة، والعتاب الشديد واللوم القاسي والتوبيخ اللاذع إنما يتوجه إلى من يسمون أنفسهم بالعلماء لسكوتهم وجبنهم، أو رضاهم بالأمر الواقع حسب الاصطلاحات السياسية، والأمر واضح لو أرادوا أن يقفوا إلى جانب الدين، لأنه لا دخل للحكومات في أمر ديني