إلا من قل من الأزواج الذين كونوا وربوا تربية إسلامية فلم تؤثر فيهم زوجاتهم غير المسلمات، وقليل منهن اللواتي اخترن الإسلام وفضلنه على ما كان عليه أهلهن، واخترنه عن حب وإدراك لمحاسنه، لا عن ترضية لبعولتهن فحسب، وهذا النوع قليل كما قلت في الزوجات غير المسلمات، وتحول الاقبال على الزواج من غير المسلمات إلى مآس مضرة بالأسرة المسلمة، فقد كثر الاحتيال من طرف هؤلاء النسوة، فبعد أن تنجب الزوجة من زوجها المسلم أطفالا تحدث له المشاكل كي تفارقه، ويتم لها ما أرادت، فتذهب عنه وتأخذ معها أطفالها منه، وهذا ضرر بالأسرة كما قلت، وكثيرا ما نبهنا الغافلين إلى ما في هذا الزواج بغير المسلمات من الاضرار بالأسرة المسلمة في وطنها، وهذا لا يكون إلا ممن لم يكن لديهم ضمير حي، ولا روح إسلامية شريفة، وهؤلاء لا يفكرون في العواقب الناشئة عن هذا الزواج المشؤوم.
إن النفوس الشريفة لا ترى الشرف والنجاة إلا فيما كان عليه سلفها الطيب العنصر، وقد علمنا ربنا نوعا من الدعاء وهو قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} أي لا تفتنا بهم فنراهم أحسن منا حالا، فنتبعهم فيما هم عليه من ملاذ وشهوات وكفر ومعاص، فنقول: إنهم على حق وصواب، ولهذا مكن الله لهم في الارض وسلطهم علينا ورفع منزلتهم فوقنا (بالعلم والصناعات) ولا تفتنهم بنا - لضعنا - فتسلطهم علينا - بقوتهم - فيكون هذا رادا لهم عن اتباع الحق وسبيل