بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).
وبترك المسلمين لهذا الواحب العظيم الذي يحمي الدين والعقيدة - معا - تكالب أعداؤهما عليهما بشتى وسائل الحروب العصرية، من دعاية بوسائلها الحديثة المعروفة، وغزو فكري إلحادي وإباحية مكشوفة، وفتن أضلتهم عن طريق الشرع الإلهي ودينه القويم.
فحارب الكفار بالله وبالأديان السماوية - الدين الإسلامي الحنيف، الذي بقي وحده في الميدان - مع قلة العاملين به وله - حاربوه بما يضعفه ويجعله ينكمش عن نفسه في وطنه الضيق، وإذا انتشر فبأعداد قليلة من المومنين به لا يستطيعون حماية أنفسهم من أعدائهم الأقوياء، ومع هذا فإنه بقي - ولازال - يدافع عن عقيدة التوحيد والشريعة المحمدية، وحرب الكفر للإسلام كانت بوسائل شتى من وسائل هذا العصر الكثيرة، فيها ما هو من قبيل المادة والصناعة، وفيها ما هو من قبيل تسليط سوء الأخلاق ونشر الفواحش والمناكر، كنشر الفجور والخمور وما لا يليق ذكره، ومنها الزواج بغير المسلمات - وهذا أخطرها - لأن في هذا تحويلا وإبعادا للأسرة عن الخط الإسلامي ومناهجه في تكوين الأسرة المسلمة،