والجهاد في سبيل الله ماض وباق كما أمر به الله إلى يوم القيامة مع الإمام البر والفاجر كما جاء في الحديث، وذلك لرد العدوان والظلم عن العقيدة والدين من طرف أعدائهما، ويجيء من حكام مسؤولين امتلأت قلوبهم بحب الدين والعقيدة، فتأخذهم الغيرة عليهما، فيقومون بأعباء مسؤوليتهم كما يجب أن يكونوا في واقعهم، أما المتخاذلون وأشباه الملاحدة فإنهم يرون ويرون الهجمات والحط من منزلة الدين والعقيدة توجه إلى دينهم وأوطانهم فلا يحركون ساكنا ولا يستنكرون ذلك إلا في بعض الأوقات بأقوالهم دون أفعالهم، فكانوا وبالا على أمتهم من أجل هذا السكوت الطويل منهم على ما يوجبه عليهم دينهم، عاملهم الله بما يستحقون، فتغلب عليهم أعداؤهم وأقصوهم من أوطانهم، ووسمهم الله بسمة الذل والمهانة والاحتقار، وليس وراء هذا من عقاب هو أشد منه، ومن أجل أن لا يكون المسلم أضحوكة بين العباد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته من فعل هؤلاء الحكام الذين أهملوا وضيعوا أمر الإسلام، فخسروا عز الدنيا وكرامة الآخرة، وهم المسؤولون - وحدهم - عما أصاب الإسلام من نكسات وهجمات من خصومه الواقفين منه بالمرصاد، وحكام المسلمين في لهوهم ومرحهم وشهوات النفس الأمارة بالسوء.
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون