فى اللحظات الأخيرة من حياته، بل حتى في أوقات الحرب ومواجهة العدو، فإنه يصليها ولو كان وسط المعمعة والمعركة والقتال، فإن القرآن بين لنا كيف يؤدي المقاتلون صلاتهم في وقتها ولا ينتظرون نهاية المعركة، فإن المحاربين يجمعون بين طاعتهم لله مولاهم والواجب عليهم نحوه، وبين الدفاع عن الدين والوطن إذا كانوا في حرب مع خصومهم وأعدائهم.
قال الله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ} الخ الآية (102) من سورة النساء.
أما المحافظة عليها فهذا يرجع إلى هيأتها، وذلك بالقيام بشروطها المقررة لها وأركانها الواجبة لها، كالطهارة واستقبال القبلة وقت أدائها والقراءة الواجبة فيها وترك كل ما تخدش فيها وفي سلامتها من كل نقص يخل بها ويجعلها ناقصة عن الكمال، أو فاسدة وباطلة ويجعلها غير مقبولة، لأن الصلاة في الشريعة الإسلامية كالعمود الذي يرفع الفسطاط - الخيمة - فإذا كان العمود قائما ارتفعت الخيمة وظهرت من بعيد وإنتفع بها صاحبها، وإذا سقط العمود سقط الفسطاط.
نرى هذا التشبيه ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه، إلى آخر