والعمل من الليل، والله وحده العالم بالأسرار والحكم، إنما هذا افتراض وفهم للحكمة الربانية فقط. والعلم عند الله.
كثرة ثوابها، وتكفيرها لذنوب المحافظ عليها:
فى إقامة الصلاة وأدائها كما أمر الله، والمحافظة عليها أجر كبير وثواب عظيم يناله من يؤديها كاملة غير منقوصة، ففي إسباغ الوضوء لها أجر، وفى المشي إلى المسجد والاقامة فيه بنية الصلاة ثواب، وفي صلاتها في جماعة وبإمام لها مزية على غيرها وجزاء أوفر، وكون المصلي يدع أشغاله لأدائها زيادة في الأجر والثواب، وغير هذا مما له صلة بها كالخشوع فيها وغيره.
لهذا حرض عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كثيرا وكرر الحث والتحريض على فعلها لمكانتها في الشريعة الإسلامية، وضرب لها الأمثال ليعتبر بذلك المسلمون، ويتعظوا حتى لا يزهدوا فيها وفى فضلها، أو يتهاونوا في شأنها.
من ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه وبسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مخاطبا أصحابه رضوان الله عليهم، ومبينا لهم فضل الصلاة: "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول في ذلك؟ يبقي من درنه؟ قالوا لا يبقي من درنه شيئا، قال فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بها الخطايا" كما رواه مسلم وغيره بألفاظ متقاربة، والأحاديث في فضلها كثيرة.