responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 199
بيضاء طويلة، وهو أحمق لا يضبط صفاً (أي فصلاً) ولا يُصغي إلى درسه أحد، وكان يسكن الدار المواجهة للمدرسة، يؤذيه الطلاب فيتحمّل الأذى صابراً، اسمه المسيو ميشيل.
ثم جاءنا مدرّس لبناني نصراني، قصير القامة غريب الشكل، له شاربان دقيقان مفتولان يأتيان من تحت منخرَيه ويمتدّان إلى الأمام كأنهما رِجْلا عنكبوت، يخرج صوته من أنفه ويمرّ على شاربَيه، بالكلمة الفرنسية يلحق بها ترجمتها العربية بصوت ثاقب كأنه صوت دجاجة جاءت تبيض فعلقت البيضة بـ ... أعني بمخرجها منها، ولم يطُل -بحمد الله- مقامه بيننا، وصرف الله غلاظته عنا.
ثم جاءنا الرجل الديّن المهذّب الأنيق الذي يُضرَب بأناقته المثل، الذي يُحسِن الفرنسية كأحسن أهلها، والذي كان ضابطاً في الجيش العثماني ثم في جيش الشريف الحسين بن عليّ، وبقي معنا حتى خرجنا من المدرسة. وقد تُوفّي من سنتين، هو شكري الشربجي. وجاءنا بعده فرنسي استعماري جاهل بلسان قومه يبدو أنه من أجلاف الريفيّين في فرنسا هو تريس.
وكان يدرّس في الفصول الأخرى أستاذ جزائري ندعوه المسيو علي، درست عليه أيام حكم الشريف فيصل قبل ميسلون. وهو رجل رقيق الحاشية حييّ الطبع مهذّب اللفظ، تُوفّي من عشرين سنة. وأستاذ تونسي ندعوه المسيو صالَح (بفتح اللام)، بدين نبيل عظيم الشاربَين جهير الصوت ناريّ الطبع، يؤلّف الجملة الواحدة من كلمات عربية وكلمات فرنسية، يقول "شاكان

نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست