responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 339
وإن حاد عنه ضالاًّ هديتُه، وإن كان متعمّداً نصحته أو زجرتُه، لذلك أيّدت بقلمي وبلساني الإخوان المسلمين في مواقف ونقدتهم في مواقف، وما رجوت شكراً على تأييد ولا وجدته، ولا خفت لوماً على نقد ولا باليته، وذلك كله على ضعفي الذي أقرّ به ولا أنكره وعلى إيثاري دائماً العزلة والانفراد.
* * *
أقمت تلك المرّة في مصر أقل من شهرين، ولكني استفدت منها فوائد لا تُنال في سنتين. عرفت في «السلفية» جلّةً من رجال العلم والأدب؛ أحمد تيمور باشا الذي كان في سمو خلقه وفي سهولة طبعه وفي تواضعه -على رفعة قدره- مثلاً للناس، يزور المطبعة كل يوم فإنْ كان خالي مشغولاً لم يعطّله بل قرأ شيئاً ممّا يجد، وإن كان فيها زوّار تحدث إليهم، وكان طويل الصمت بعيداً عن الادّعاء. كان في المطبعة يوماً جماعة من أهل الفضل يتناظرون في أمر «الطربوش»: ما أصله ومن أين جاء؟ والباشا ساكت كأنه لا يعلم عن الموضوع شيئاً، وكانت المطبعة تدور في الداخل تطبع رسالة له عن الطربوش، تقصّى فيها خبره وجمع تاريخه! ويشبهه في هذا السيد الخضر، الأخ الأكبر لشيخنا الشيخ زين العابدين التونسي وأستاذ شيخنا الشيخ محمد بهجة البيطار.
وممن لقيت في «السلفية» الأستاذ مصطفى صادق الرافعي، وكان مَن يكلمه يكتب له الجملة فيقرؤها لأنه لا يسمع أبداً. ولقيت عنده الشيخ كامل القصاب وكنت أعرفه من بعيد، وهو رجلٌ حياتُه تاريخ، له في السياسة أثر وفي التعليم آثار، وسأكتب

نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست