نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 340
(إن شاء الله) عنه وعمّن لقيت في «السلفية».
وممّا استفدته في مصر أنْ قَوِيَ فيها قلمي، وانتقلت من الأسلوب الحماسي المحشوّ بالمبالغات والجمل التي لها دويّ كدويّ صوت الطبل وهي فارغة مثله، إلى أسلوب هو أقرب إلى الرصانة. وتجلّى ذلك في باب التعريف بالكتب في مجلة «الزهراء»، ومن رأى آخر عدد صدر من «الزهراء» والذي قبله وجد أكثره بقلمي.
وممّا استفدته تبدُّلُ طريقتي في الخطابة، من الحماسة والصراخ وكثرة الإشارات وذلك الذي نشأنا عليه، إلى الحديث الهادئ. وكل ذلك أعود إن شاء الله إلى تفصيل القول فيه.
وكان أكثر ما اهتممت به لمّا عدت إلى دمشق وسعيت إلى الدلالة عليه، ووُفّقت والحمد لله في نقله من حيّز القول إلى حيّز العمل، هو إنشاء الجمعيات الإسلامية واتحادات الطلاب، وكلاهما لم يكُن معروفاً في الشام.
* * *
عدت وكانت السنة الدراسية في بدايتها، وكنت (كما أسلفت) أحمل شهادة البكالوريا [1] في شعبة العلوم، وكانت البكالوريا على قسمين: الأول في نهاية السنة الحادية عشرة من سِنِي الدراسة، والثاني في نهاية الثانية عشرة. وكان فيه شعبتان: [1] هي شهادة الثانوية العامة كما كانت تُسمّى في الشام، وما تزال تسمّى كذلك إلى اليوم (مجاهد).
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 340