responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 603
{فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} {فَـ} لهذا {تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} فلما وجد الفرصة {فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ} أي: أسرع إليها على وجه الخفية والمراوغة، {فَقَالَ} متهكمًا بها {أَلا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ} أي: فكيف يليق أن تعبد، وهي أنقص من الحيوانات، التي تأكل أو تتكلم؟ فهذه جماد لا تأكل ولا تتكلم.
{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} أي: جعل يضربها بقوته ونشاطه، حتى جعلها جذاذًا، إلا كبيرًا لهم، لعلهم إليه يرجعون.
{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} أي: يسرعون ويهرعون، أي: يريدون أن يوقعوا به، بعدما بحثوا وقالوا: {مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ}، وقيل لهم: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} يقول: {تَاللهِ لأكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} فوبَّخوه ولامُوه، فقال: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ}.
{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} لقد تسامعوا بالخبر، وعرفوا من الفاعل، فأقبلوا إليه يسرعون الخُطَى، وهم جمع كثير غاضب هائج، وهو فرد واحد. ولكنه فرد مؤمن. فرد يعرف طريقه. فرد عقيدته معروفة له محدودة. يدركها في نفسه، ويراها في الكون من حوله. فهو أقوى من هذه الكثرة الهائجة المائجة، المدخولة العقيدة؛ ومن ثَمَّ يواجههم بالحق الفطري البسيط لا يبالي كثرتهم وهياجهم!!
{قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} أي: تنحتونه بأيديكم وتصنعونه؟ فكيف تعبدونهم، وأنتم الذين صنعتموهم، وتتركون الإخلاص لله - عز وجل - الذي {خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}.
ومع وضوح هذا المنطق وبساطته، إلا أن القوم في غفلتهم وفي اندفاعهم لم يستمعوا له، ومتى استمع الباطل إلى صوت الحق البسيط؟ واندفع أصحاب الأمر والنهي فيهم يزاولون طغيانهم في صورته الغليظة: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا} أي: عاليًا مرتفعًا، وأوقدوا فيها النار {فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} جزاءً على ما فعل، من تكسير

نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 603
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست