responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 605
إنها الهجرة الكاملة من حال إلى حال، ومن وضع إلى وضع، ومن أواصر شتى إلى آصرة واحدة لا يزاحمها في النفس شيء. إنه التعبير عن التجرد والاستسلام والطمأنينة واليقين.
• الجزاء من جنس العمل:
وكان إبراهيم حتى هذه اللحظة وحيدًا لا عقب له؛ وهو يترك وراءه أواصر الأهل والقربى، والصحبة والمعرفة. وكل مألوف له في ماضي حياته، وكل ما يشده إلى الأرض التي نشأ فيها، والتي انحسم ما بينه وبين أهلها الذين ألقوه في الجحيم! فاتجه إلى ربه الذي أعلن أنه ذاهب إليه. اتجه إليه يسأله الذرية المؤمنة والخلف الصالح: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} واستجاب الله دعاء عبده الصالح المتجرد، الذي ترك وراءه كل شيء، وجاء إليه بقلب سليم.
{رَبِّ هَبْ لِي} ولدًا يكون {مِنَ الصَّالِحِينَ} وذلك عندما أيس من قومه، ولم ير فيهم خيرًا، دعا الله أن يهب له غلامًا صالحًا، ينفع اللهُ به في حياته، وبعد مماته.
{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} هذا الدعاء لطلب الولد ليس لمجرد طلب الولد، ليس لمجرد وجود الرغبة في الأبوة ولكن ليكون صالحًا. هذا هو النافع للإنسان أما الولد عندما لا يكون صالحًا فهو ضرر علي الإنسان وربما كان عذابًا كما قال - عز وجل - في المنافقين: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} (التوبة:55). فربما كان الولد سببًا في عذاب أبيه وأمه إذا لم يكن صالحا.
إبراهيم - عليه السلام - يقول {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} والذي يريد الولد ينبغي أن يدعوا هذا الدعاء {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}، ولم يطلب زكريا - عليه السلام - أي ذرية وإنما ذرية طيبة {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} (آل عمران:38) إنما يريد من يعبد الله سبحانه وتعالي.


نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 605
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست