وقال الشاعر يذم قومًا:
ولا يتقونَ الشرَّ حتى يصيبَهم ... ولا يعرفونَ الأمرَ إلا تدبرا
قال أبو حاتم محمَّد بن حبان البستي -رحمه الله تعالى-: "إن العاجل لا يَكاد يلحق؛ كما أن الرافق لا يكاد يُسْبَق، والساكت لا يكاد يندم، ومن نطق لا يكاد يسلم، وإن العَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يُجَرِّبَ، ويذم بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم، والعَجِلُ تصحبهُ الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تَكْني العجلَةَ أمَّ الندامات" [1].
لا تَعْجَلَنَّ فَرُبَّمَا ... عَجِلَ الْفَتَى فِيمَا يَضُرُّهْ
وَلَرُبَّمَا كَرِهَ الْفَتَى ... أَمْرًا عَوَاقِبُهُ تََسُرُّهْ (2)
وفي المثل: "إذا لم تستعجل؛ تَصِلْ".
وقال القُطامي:
قَدْ يُدْرِكُ المتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ ... وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمستَعْجِلِ الزَّلَلُ
وربما فات بعض القومِ أمرهمُ ... مع التأني وكان الرأيُ لو عَجِلُوا (3)
وقال عمرو بن العاص لابنه عبد الله - رضي الله عنهما -: "الخَرَقُ معاداةُ إمامِك، ومناوأةُ مَن يَقْدِرُ على ضررك" [4]. [1] انظر: "روضة العقلاء"، ص (216).
(2) "بصائر ذوي التمييز" (4/ 24).
(3) "العقد الفريد" (3/ 52).
(4) "الإحياء" (3/ 188).