وأما فتح الباب من دون سبق إذن بالدخول فلا يبيح الدخول, فإن بعض الناس قد يفتح بابه, فهذا لا يعني جواز الدخول, ولا يعني جواز النظر أيضاً.
وقال بعض الناس: أن الإنسان إذا فتح باب داره, فيجوز للمار أن ينظر؛ لأنه لا ينظر من ثقب الباب, بل ينظر والباب مفتوح، وليس هذا بصحيح فلا يجوز النظر للعورة، ولو كانت مكشوفة في الشارع, فكيف وهي في البيت، وأما الدخول فمتفقون على أنه لا يدخل إلا باستئذان, سواءً كان الباب مفتوحاً أو مغلقاً.
وقد ثبت في السنة: أن الإنسان إذا أتى دار غيره أن يستأذن ثلاث مرات من أجل أن يسمع أهل الدار, وينظروا في الأمر ويتأملوا, فإن شاؤوا بعد الثالثة سمحوا بالدخول, وإن شاؤوا سكتوا, وعلى الذي في الخارج أن يرجع, كما قال تعالى: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} (1)
وصفة الاستئذان: إن كان الإنسان قريباً يسمع الكلام أن يقول: السلام عليكم يا فلان أأدخل؟ ثلاث مرات, ويفرق بينها, فإن لم يجد جواباً فليرجع, وإن لم يكن أهل الدار قريبين والباب مقفل أو به جرس فبالدق بحيث يغلب على الظن أن أهل الدار يسمعون, وقد روى أبو
(1) النور: 28.